اثار الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، جدلا كبيراً بعد دعوته الشعب المصري إلى التعامل بتسامح مع مبارك، المحتجز حاليا بمستشفى شرم الشيخ الذي يتم التحقيق معه بتهم الفساد والتحريض على الاعتداء لقتل المتظاهرين في الثورة الشعبية التي أطاحت بنظامه.
وذكرت صحيفة "المصريون" أن طلب إصدار العفو عن الرئيس السابق حسني مبارك، جاء بعد الأنباء التي أفادت باعتزامه توجيه خطاب اعتذار للشعب المصري تمهيدًا لطلب العفو، وهو الأمر الذي قوبل برفض شعبي واسع النطاق والتلويح من جانب الحركات الشبابية بتنظيم مظاهرات مليونية بميدان التحرير.
وبرر شيخ الأزهر ذلك- في مقابلة مع صحيفة "فرانكفورتر ألجماينه زونتاجس تسايتونج" الألمانية تنشرها في عدد اليوم الأحد- بأن مبارك قام بالكثير لمصر خلال فترة حكمه الطويلة، مطالبًا بمراعاة ظروفه المرضية، خاصة وأنه اليوم رجل مسن ومريض، مضيفًا أنه ينبغي مراعاة الرحمة قبل القانون.
ووصف الطيب سقوط مبارك بعد نحو 30 عاما أمضاها بالحكم بأنه كان تعبيرا عن إرادة الشعب المصري، مؤكدا دعم الأزهر لرغبة الشعب في التغيير.
وأعرب عن قلقه إزاء التوترات بين الأقباط والمسلمين في مصر، وإن أكد أن ذلك لا يمثل تهديدا بنشوب حرب أهلية بين الجانبين. ولم يستبعد شيخ الأزهر إمكانية أن يجبر الوضع الحرج في مصر الجيش على البقاء فترة أطول في السلطة.
من جانبه، طالب الداعية الإسلامي الشيخ محمد حسان، الرئيس السابق محمد حسني مبارك ومعاونيه وكبار رجال الأعمال المتهمين في قضايا الفساد إلي إعلان التوبة الخالصة لله سبحانه تعالي والاعتراف بجرمهم وأخطائهم التي ارتكبوها في حق الشعب المصري.
وأكد أن قبول هذه التوبة مرهون برد المليارات التي استولوا عليها دون وجه حق للحكومة حتى يستفيد منها أبناء الوطن في بناء مصر الحديثة، معتبرا أن ما يحدث في مصر بمثابة رسالة إلى كل عاقل وكل شخص تصور أن المال والسلطة هما سبيل السعادة والنجاة في الدنيا والآخرة.
وأضاف إن المال قد يكون سبيل الشقاء والتعاسة، لأن المال الذي جمع من طرق غير مشروعة لم ينفعهم، بدليل وجودهم في السجن، موجها الدعوة إلى مبارك ورموز نظامه برد المال لأصحابه من أبناء الشعب وأن يخرجوا بمبادرة التوبة إلي الله التي من شروطها رد الحق ومليارات الجنيهات لأصحابها من أبناء الشعب المحروم الذي صبر علي الألم والجوع سنوات طويلة.
وأكد حسان أن من جمعوا المال بالاحتكار والظلم والطغيان والاستعلاء علي القوم كانت نهايتهم الحبس في السجون، استجابة لدعوات ملايين المظلومين والمقهورين وآلاف المعذبين المكبوتين في هذا الوطن.
وأشار إلى أن السلطة إلى زوال مهما كان بها من جاه وزخرف وقوة وأنها في لحظة تزول، مطالبًا بتوظيف المنصب في خدمة مصر، كما حذر من الفتنة التي تتعرض لها البلاد في الآونة الأخيرة سواء بالصدام مع الجيش الذي حمي الثورة ودافع عنها ومازال وكان صمام الأمان للجميع، أو بين المسلمين والمسيحيين.